السبت، ١٩ ربيع الأول ١٤٣٣ هـ

كيف نختار برنامج أوقات الصلاة المناسب؟


 تكاد لا تخلو أجهزتنا المحمولة من برامج أوقات الصلاة واتجاه القبلة فحرصنا على اقتنائها من حرصنا على أداء واجباتنا 
كمسلمين. لكن مع كثرة البرمجيات المتاحة، كيف نختار البرنامج الأنسب لنا وما هي الأمور التي يجب مراعاتها عند استخدامها. قد يعتقد البعض أن الإجابة على هذا السؤال سهلة وكل ما علينا فعله استشارة أحد الاصدقاء أو البحث في متاجر البرامج وقراءة التعليقات أو تجربة مجموعة من البرامج واختيار الأنسب من ناحية التصميم والمزايا المتاحة والسعر.
في الحقيقة كل هذا لا يكفي، فهناك أمر مهم دائماً ما نغفل عنه، وحتى لو لم ذكرناه لا نجد المعلومات الكافية وهو مدى دقة الأوقات المعروضة في هذه البرامج.
واقعاً دقة برامج أوقات الصلاة تعتبر مشكلة صعبة، ولإدراك حجم المشكلة دعونا نتعرف أكثر على كيفية حساب أوقات الصلاة في هذه البرامج. أسهل وقتان من الناحية الحسابية والتي يندر ما يحدث خطأ في حسابهما هما وقتي االشروق والغروب، فهما معتمدان على ظاهرة فلكية واضحة وبمعرفة خط الطول يمكن استخدام معادلة حسابية مشهورة لحسابهما. بمعرفة وقتي الشروق والغروب يصبح من السهل معرفة وقت صلاة الظهر، فهي في منتصف اليوم بين الشروق والغروب.  يأتي بعد ذلك وقت صلاة العصر، فهو أكثر صعوبة لتعدد الآراء الفقهية في طريقة حسابها . فالمذاهب الحنبلي والشافعي والمالكي يصلون العصر حينما يصبح طول ظل كل شيء مثله أما المذهب الحنفي فيصلون العصر حينما يكون طول ظل الجسم ضعف طوله، ولكلتا الطريقتان معادلة حسابية معتمدة على خط الطول لحساب وقت الصلاة. تبقى المشكلة الأصعب في حساب وقت صلاتي الفجر والعشاء، فالمعادلة الحسابية المستخدمة لحسابهما معتمدة على خط الطول وزاوية ميلان أشعة الشمس عن سطح الأرض. بينما خط الطول ثابت، تتغير زاوية ميلان الشمس بتغير فصول السنة وتزداد حدة هذا التغير كل ما ابتعدنا عن خط الاستواء. المشكلة في طرق الحساب المتوفرة في أغلب البرامج هي استخدام زاوية ميلان ثابتة لكل البلدان طوال العام. فنلاحظ مثلا طريقة أم القرى تستخدم زاوية 18.5 درجة لصلاة الفجر بينما منظمة المجتمع الإسلامي في أمريكا  الشمالية تعتمد زاوية 15 درجة. 
تقريب الزوايا المتعددة إلى زاوية واحدة ينتج عنه مشكلتين رئيسيتين. الأولى أن هذه الزوايا المقربة قد تعطي نتائج مقبولة لمنطقة جغرافية معينة لكنها لا تصلح للاستخدام في كل مكان. فمثلا زاوية الميلان المختارة في توقيت أم القرى مناسبة للمناطق الواقعة في الجزيرة العربية لكنها تعطي نتائج خاطئة في شمال الولايات المتحدة وكندا. المشكلة الثانية أن نسبة الخطأ الناتجة عن تثبيت الزوايا طوال العام قد تكون قليلة في المناطق الجغرافية القريبة من خط الاستواء كالجزيرة العربية والهند والباكستان لكنها تصبح كبيرة وتصل إلى ساعة ونصف قبل وقت الصلاة الصحيح في المناطق البعيدة كشمال أوربا وأمريكا.
إذًا، إذا كنت تعيش في السعودية مثلاً يمكنك اختيار اي تطبيق تحب واختيار توقيت أم القرى فعلى الرغم من عدم دقته إلا أن نسبة الخطأ فيه قليلة وتسبب عادةً في تأخير الصلاة وليس تقديمها. أما إن كنت مقيم في أوربا أو أمريكا فلعل بعض الطرق  الحسابية ستعطيك أوقات معقولة في بعض فصول السنة إلا أن نسبة الخطأ تزداد في فصول أخرى إلى درجة تبطل الصلاة فمثلا في مدينة فانكوفر الكندية وبالتحديد في شهر مايو أغلب البرامج المشهورة تعلن عن وقت صلاة الفجر قبل دخولها بساعة ونصف! 
الحل في هذه الحالة هو الابتعاد عن البرامج واستخدام الجداول الحسابية المعدة من قبل الفلكيين بناء على المشاهدات الفلكية وهي عادتاً تكون متوفرة في المساجد المحلية. الحل الآخر هو استخدام البرامج التي تعتمد على طرق حسابية  تتغير فيها زاوية ميلان الشمس بتغير الزمان والمكان. مثال على هذه الطرق طريقة حساب موقع مون سايتنج فهي تعتبر من أدق طرق حساب أوقات الصلاة على الإطلاق ويمكن الحصول على جدول للسنة كاملة من موقعهم 
http://moonsighting.com/pray.php . كذلك يوجد تطبيق بأسم Sky Prayers لأجهزة الآيفون يعتمد نفس الطريقة